المنطقة المانحة: هل مهمة في زراعة الشعر؟

المنطقة المانحة

تمر جميع عمليات زراعة الشعر بمرحلة أساسية لا غنى عنها؛ هذه المرحلة هي مرحلة تحديد المنطقة المانحة، إذ تلعب هذه المرحلة دوراً جوهرياً في نجاح عملية الزراعة، لأن تحديد المنطقة المانحة يعني اختيار المكان الذي ستؤخذ منه البصيلات المراد إعادة استخدامها وزرعها في الرأس أو في الشارب أو اللحية، وبالتالي أيّاً كانت التقنية المستخدمة في عملية زراعة الشعر، يجب اختيار أفضل منطقة مانحة بحيث تمتاز بوفرة بصيلات الشعر السليمة و القابلة للاستخراج، والتي تتمتع بكثافة الشعر الموجود فيها، بالإضافة إلى جودته وقوته.

ما هي المنطقة المانحة في زراعة الشعر؟

المنطقة المانحة هي المنطقة التي يقوم الطبيب الأخصائي باختيارها، ومن ثم تحديدها قبل البدء بالعملية، من أجل اقتطاف وأخذ بصيلات الشعر السليمة منها، لتُستخدم لاحقاً ويعاد زرعها وغرسها في مناطق أخرى من الرأس، أو الجسم أثناء عملية زراعة الشعر.

وسميت المنطقة المانحة بهذا الاسم لأنها تمنح بصيلات الشعر للمناطق الأخرى من الجسم، كما يُطلق عليها أحياناً اسم المنطقة الآمنة، وغالباً ما تتوضع المنطقة المانحة في الجهة الخلفية من الرأس، وبشكل أكثر دقة تتوضع بين الجانبين بحيث تأخذ شكل قوس يمتد بين الأذن اليسرى والأذن اليمنى، وفي بعض الحالات قد تكون المنطقة المانحة هي منطقة اللحية أو الصدر.

غالباً لا تصاب المنطقة المانحة بالصلع، لأنها لا تتأثر بالهرمونات المسببة لتساقط الشعر، وهذا ما يجعل شعر المنطقة المانحة يتسم بكثافته وسرعته في النمو، وبالتالي يتم اعتمادها كمصدر رئيسي يلجأ إليه الأطباء ويستخرجون منها البصيلات المراد زرعها.

مزايا المنطقة المانحة

تتميز المنطقة المانحة بعدة مزايا تجعلها أفضل من غيرها من مناطق الجسم لأخد البصيلات منها، من هذه المزايا:

  • مليئة ببصيلات الشعر السليمة، والمقاومة للهرمونات التي تؤدي إلى تساقط الشعر والصلع أيا كان سببه.
  • نسبة تساقط الشعر منها قليلة جداً، لا تكاد تصل إلى 5%، وبالتالي فهي المنطقة الأمثل لاقتطاف البصيلات منها.
  • بصيلات الشعر الموجودة في المنطقة المانحة لها القدرة على مقاومة الهرمون الذكري المسبب للصلع والمعروف باسم “الأندروجين”.
  • الشعر الموجود في المنطقة المانحة تميز عادةً بكونه قوي، ينمو بسرعة، ولا يمكن خسارته مدى الحياة.

أهمية المنطقة المانحة قبل زراعة الشعر

تنال المنطقة المانحة أهمية كبيرة؛ لأنها تعد عاملاً رئيسياً من عوامل نجاح عملية زراعة الشعر، ومن الضروري جداً اختيار المنطقة المانحة الغزيرة بالبصيلات السليمة والقوية، أي البصيلات الصالحة للزراعة، والتي تعطي نتيجة حتمية بنمو شعر جديد طبيعي يتسم بالكثافة والقوة، وكما ذكرنا سابقاً أنَّه غالباً ما تكون المنطقة المانحة موجودة على فروة الرأس من الخلف.

لكن، وفي حال كانت مؤخرة الرأس غير صالحة لاعتبارها منطقة مانحة؛ وبالتالي غير مناسب أخذ بصيلات الشعر منها، عندها يتم اختيار المنطقة المانحة من مناطق أخرى من الجسم مثل الصدر أو الساقين أو اللحية، لكن بالطبع ستكون نتيجة العملية مغايرة لنتيجتها لو تم اقتطاف البصيلات من فروة الرأس، وذلك بسبب عدة عوامل أهمها:

  • لا يتمتع الشعر الموجود في الصدر والساقين بذات كثافة وقوة الشعر الموجود في فروة الرأس.
  • يستغرق الشعر المأخوذ من بصيلات شعر الصدر والساقين مدة أطول لكي ينمو مقارنةً بسرعة نمو شعر الرأس.
  • يختلف اتجاه نمو الشعر وعمقه في منطقة الرأس عن اتجاه نمو الشعر وعمقه في المناطق الأخرى من الجسم.

المنطقة المانحة بعد عملية زراعة الشعر

تتعرض المنطقة المانحة خلال عملية زراعة الشعر إلى جروح، ومن المحتمل والطبيعي جداً أن تُصاب الندوب، لذلك فهي تتطلب اهتماماً خاصاً وعناية فائقة، حيث يظهر على المنطقة المانحة بعد عملية زراعة الشعر بمجموعة الآثار التالية:

  • ظهور بعض القشور على سطح الجلد، لكن غالباً تزول هذه القشور فور غسيل الرأس في المستشفى.
  • الشعور بالرغبة المستمرة في حك المنطقة المجروحة؛ وذلك نتيجة الجرح الذي أصاب المنطقة.
  • حدوث انتفاخ بسيط في المنطقة، وتحوّلها إلى اللون الأحمر الوردي، يزول هذا الأثر بعد يومين.
  • المعاناة من آلام بسيطة نتيجة الجراحة، يتم التخلص منها بتناول المسكنات التي يصفها الطبيب.
  • ظهور حبوب صغيرة الحجم، يمكن التخلص منها عن طريق وضع المراهم التي يصفها الطبيب.

وجميع هذه الآثار تزول بعد مضي أسبوعين من تاريخ انتهاء العملية، وبعد مرور قرابة شهر تزول معظم آثار العملية، وينمو الشعر من جديد مغطياً المنطقة المانحة، وبمرور شهر آخر يكون الشعر الجديد قد غطى معظم أجزاء المنطقة المانحة، وعند تمام السنة يكون الشكل الطبيعي للشعر قد عاد إلى المنطقة المانحة.

متى تشفى المنطقة المانحة بعد زراعة الشعر؟

يعاني المريض عادةً من آلام بسيطة في المنطقة المانحة بعد استخراج بصيلات الشعر منها، ويخف الألم بمرور الوقت تدريجياً خلال الأيام الأولى بعد عملية زراعة الشعر، أما عن وقت شفاء المنطقة المانحة شفاءً تاماً، فهو متفاوت بعض الشيء؛ بحسب الحالة العامة للشخص، وبحسب التقنية التي استُخدمت في الزراعة، لكن وسطياً تحتاج المنطقة المانحة كي تشفى إلى فترة تُقارب أربعة عشر يوماً، وبعدها تعود إلى وضعها الطبيعي، ويعود الشعر أيضاً إلى شكله الطبيعي تدريجياً.

متى يمكن حلاقة المنطقة المانحة بعد زراعة الشعر؟

بكل بساطة، يمكن للمريض حلاقة المنطقة المانحة أو حلاقة شعر الرأس بأكمله بعد زراعة الشعر بشكل فوري؛ لكن تجنباً لحدوث أية مضاعفات يُنصح بالانتظار وعدم حلاقة المنطقة المانحة ريثما تمر فترة أقلها ثلاثة أسابيع، وفي حال استدعت الضرورة لحلاقة الشعر قبل انقضاء هذه المدة يجب استخدام المقص فقط في عملية قص الشعر وتخفيفه، ولا يُنصح أبداً في استخدام ماكينة الحلاقة قبل مضي ثلاثة أسابيع.

لأن البصيلات المزروعة تكون في الفترة الأولى حساسة وغير ثابتة بشكل نهائي، وبالتالي تعريضها لضغط واحتكاك قوي قد يضعنا أمام مشكلة كبيرة؛ ربما تنتهي إلى فشل عملية الزراعة.

أسئلة شائعة

هل يمكن تكثيف المنطقة المانحة؟

يتساءل البعض لاسيما الذين خضعوا لتجربة عملية زراعة الشعر حول مدى القدرة على تكثيف المنطقة المانحة، والإجابة هي بكل تأكيد لا يمكن تكثيف المنطقة المانحة، ومرد ذلك إلى عدة أسباب أبرزها: أن زراعة بصيلات الشعر في المنطقة المانحة لن يعطي النتيجة المطلوبة ولن يساعد على تكثيف الشعر، نتيجة عدم ثبات البصيلات المزروعة وربما تساقطها، بالإضافة إلى أن هذه المنطقة المانحة التي تقع غالباً في المنطقة الخلفية من الرأس هي الأكثر تعرضاً للضغط، لاسيما خلال النوم، وبالتالي ستتأثر سلباً في حال تمت زراعتها.

كم عدد البصيلات في المنطقة المانحة؟

يهتم البعض بمعرفة عدد البصيلات في المنطقة المانحة؛ انطلاقاً من أهمية عدد البصيلات المزروعة في نجاح عملية زراعة الشعر، لكن في الحقيقة لا يمكن تحديد عدد البصيلات في المنطقة المانحة بدقة، إلا يمكننا القول بأن البصيلة الواحدة تحتوي على عِدَّة شعيرات، على سبيل المثال يوجد في كل 1000 بصيلة عدد من الشعيرات يتراوح بين 2000 إلى 5000 شعرة، لكن أياً كان عدد البصيلات الموجودة في المنطقة المانحة، فلا يُنصح بتجميع عدد كبير من البصيلات في منطقة واحدة كي لا تفشل عملية الزراعة.

كيفية النوم على المنطقة المانحة؟

لضمان نجاح عملية زراعة الشعر يجب مراعاة بعض الأمور، أهمها طريقة النوم وكيفية وضع الرأس على الوسادة بحيث لا تتأذى المنطقة المانحة بعد الخضوع لعملية الزراعة،  لأن النوم بطريقة خاطئة والضغط على المنطقة المانحة قد يسبب نزيف ومن الممكن أن يسبب فشل عملية الزراعة، والطريقة الأمثل للنوم على المنطقة المانحة هي الاستلقاء ووضع الوسادة بشكلٍ مائل، بحيث يرتفع الرأس عن السطح الأفقي بزاوية 45 درجة، مع مراعاة عدم تطبيق أي تأثير أو ضغط على البصيلات المزروعة، ويجب الالتزام بالنوم على الظهر، وتجنب النوم على البطن.

هل تنمو المنطقة المانحة بعد العملية؟

يخشى الكثيرون من مسألة نمو شعر المنطقة المانحة بعد العملية، والحقيقة أنه لا داعي لكل هذه المخاوف؛ لأن جميع بصيلات الشعر التي لم يتم الاقتراب منها تعود للنمو مجدداً، بينما لا تنمو البصيلات التي تم الأخذ منها وغرسها في أماكن أخرى، لذلك يعمل الأطباء خلال عملية الاقتطاف واستخراج البصيلات من المنطقة المانحة باحترافية ودقة عالية، بحيث لا تتضرر البصيلات المجاورة، مما يساهم في نمو شعر المنطقة المانحة لاحقاً بشكل طبيعي، ويغطي المناطق الفارغة والتي تم أخذ البصيلات منها.

 

ختاماً، نلاحظ أنّ نجاح عملية زراعة الشعر يتوقف على مجموعة عوامل مثل مهارة الطبيب، واستخدام الأجهزة الحديثة، والأهم من ذلك كله هو صحة اختيار المنطقة المانحة، لأنها الأساس الذي سيؤخذ منه الشعر والذي سينمو ليشكّل الشعر الطبيعي.

اقراء المزيد

احصل على معاينة زراعة شعر بخطوات سريعة

احصل على استشارة زراعة شعر مجانية