من المشكلات الرئيسية التي تواجه الشعر مشكلة تساقط الشعر الطبيعي، حيث أنه بلا أية مقدمات تبدأ الشعيرات في التساقط من أماكن متفرقة في جسم الإنسان، وعادةً ما يتبع ذلك مجموعة من المشاكل الصحية، لكن في النهاية تبقى المُشكلة التي تؤلم صاحبها مشكلة فقدان الشعر، وفي الحقيقة النصيحة الأولى التي يجب تقديمها إلى الشخص الذي يُعاني من تلك المشكلة أن يتم الذهاب فورًا إلى الطبيب، ثم بعد ذلك سوف يقوم الطبيب بالتعامل وفق الحالة، ولا يجب أن يكون هناك فقدان تام للشعر حتى يتم إجراء هذه الخطوة وإنما مجرد الشعور بخففان الشعر وتأثر نموه، لكن يا ترى كيف يتساقط الشعر ولماذا؟ وما هي المعدلات الطبيعية؟ السطور القادمة تُجيب.
لماذا يحدث تساقط الشعر الطبيعي؟
من المهم جدًا أن نعرف بأن تساقط الشعر الطبيعي أمر يحدث بشكل مفاجئ، لكن بعدما يحدث يُمكننا أن نكشف السبب الذي أدى إليه أو الكيفية التي جرت بها الأمور، والأمر ببساطة أن تلك العملية تحدث ضمن مراحل الانبات الطبيعي، فالوضع أشبه بدورة الحياة، حيث تبدأ المسألة بمرحلة الانبات، وهي المرحلة الأولى البديهية التي يتم فيها الحصول على شعيرات بسيطة في الجسم، ثم لاحقًا يتم التعرض للمرحلة التالية وهي مرحلة الثبات، ويتوقع في هذه المرحلة أن يكون الشعر غير قابل للسقوط بسهولة، وذلك قبل الدخول في المرحلة الثالثة والأخيرة، وهي مرحلة السقوط، أو السقوط الطبيعي على وجه التحديد.
تأخذ مرحلة السقوط وقتًا لا يقل عن ثلاثة أشهر، وخلال تلك المرحلة لا يجب أن يكون هناك أي خوف أو قلق من هذه المرحلة لأنها كما ذكرنا مجرد مرحلة طبيعية تحدث في كل الأشخاص، لكن التفكير في تساقط الشعر بشكل غير طبيعي يحدث عندما تكون هناك فعلًا كارثة في التساقط، بحيث يحدث ذلك بمُعدل أكبر من المعتاد، وفي هذا الصدد دعونا نقول أنه من اللازم التعرف جيدًا على معدل السقوط الطبيعي حتى يُمكن التعامل مع الأمر بشكل أكثر تناسبًا.
ما هو معدل تساقط الشعر الطبيعي؟
إذا كان هناك تساقط طبيعي للشعر الموجود في الإنسان فلابد وأن بعض الأشخاص سوف يكون لديهم سؤال حول المعدل الطبيعي لذلك التساقط، بمعنى أنه يُمكن القلق عند تساقط عدد معين من الشعر، فمتى يُمكن الشعور بالخطر والذهاب للطبيب؟ في الحقيقة مثل هذا السؤال يستدعي أن نعرف أولًا المعدل المتعارف عليه، وهو الذي يبدأ من مئة شعرة حسبما يرى أطباء الجلدية المتمرسين، كما يُمكن أن يصل العدد إلى مئة وخمسين شعرة كذلك، وهو المعدل الأكبر، أما المعدل الأصغر فهو يبدأ من خمسين شعرة فقط، المهم في نهاية المطاف أنه ولابد من تساقط شعر الأنسان خلال يومه، سواء شعر بذلك أم لا فالأمر في نهاية المطاف سيحدث، وربما الاحتكاك والأعمال اليومية المختلفة هي التي تقود إلى عدم الشعور بالتساقط.
ما هي أسباب تساقط الشعر بشكل غير طبيعي؟
على الرغم من كون الشعر قد يسقط بشكل طبيعي دون أي تدخل من الإنسان إلا أنه لا يزال هناك شكل من الأشكال أو حالة من الحالات التي يكون فيها التساقط غير طبيعي ويُمكن الخوف منه، ومثل هذا الأمر يحدث لعدة أسباب أهمها ما يلي:
- وجود بعض العوامل الوراثية، إذ أنه ضمن أهم الأسباب التي تقود إلى حدوث تساقط غير طبيعي للشعر عندما يكون الشخص المتساقط شعره يُعاني أساسًا من مجموعة عوامل وراثية تقود إلى بعض المشاكل المُحددة سلفًا والتي ينتج عنها مشكلة متوارثة من الآباء في الأجيال السابقة.
- استعمال مواد تجميل وعناية بالبشرة غير مناسبة، فمن المعروف أنه ضمن المشاكل الرئيسية التي تُصيب من يتعرضون إلى تساقط في الشعر مشكلة اللجوء إلى مواد تجميل وعناية بالبشرة غير مناسبة بالمرة، بمعنى أنها تكون مؤدية إلى تساقط الشعر وليس الحفاظ عليه، وهذا يحدث مع الوقت.
- الحمل والولادة المستمرين، وذلك بالنسبة للنساء، حيث أن المرأة عندما تضع أو تُنجب أكثر من مرة خلال فترة قصيرة تبلغ مثلًا عشر سنوات فإن الوضع يُصبح مع الوقت سيئًا فيما يتعلق بالشعر وينتج عن ذلك الأمر العديد من المشاكل التي تتمثل أغلبها في سقوط شعيرات من الرأس.
- تقدم العمر واضطراب الغدة الدرقية، فعندما تضطرب الغدة الدرقية يبدأ عدد كبير من أجهزة الجسم في الاضطراب كذلك، وبذات الوقت يبدأ الشعر في التساقط بشكل منتظم وسريع.
- تأثير بعض العقاقير والأدوية، وهي تلك العقاقير التي يتم تناولها من أجل علاج الأمراض المزمنة وأمراض السرطان، فمع الوقت تقود تلك الأمور إلى التساقط في الشعر ولو بشكل بطيء.
- التأثر بالأمراض كالثعلبة والقوباء، فمن الممكن المعاناة من الأمراض التي تؤثر بشكل سلبي مثل الثعلبة والقوباء، وهي التي تقود مع الوقت إلى تساقط الشعر بشكل مستمر وبصورة غير طبيعية.
اقرأ بالتفصيل: أسباب تساقط الشعر
كيف يتم علاج مشكلة تساقط الشعر؟
الآن نحن أمام مشكلة تساقط الشعر، وهي مشكلة تبدو مُقلقة بالنسبة للكثيرين بكل تأكيد، لكن بذات الوقت لا يُمكننا الشعور بالقلق إذا ما كنا نمتلك مجموعة من العلاجات التي يُمكننا استخدامها في حل المشكلة، وأهم هذه العلاجات إجراء عملية ترميم للشعر.
عملية الترميم
عند المعاناة من مشكلة الصلع الناتج عن التساقط المستمر للشعر فإن عملية الترميم سوف تبدو في هذه الحالة خيارًا مثاليًا، حيث أن تلك العملية تهتم بمنح الشخص شعرًا من منطقة أخرى متواجدة كذلك في الرأس، حيث يتم البدء أولًا بأخذ الشعر وترميمه ثم إعادته إلى تلك النوعية من الأماكن بشكل منتظم، وغالبًا ما يتم تشبيه تلك العملية بزراعة الشعر، لكنها في الحقيقة ليست كذلك، أيضًا دعونا لا ننسى أن نتائج الترميم ليست دائمة، بمعنى أنه من الممكن التعرض لنفس المشكلة وسقوط الشعر مجددًا.
تقليص فروة الرأس
وفي الحقيقة هذا النوع من الحلول يُمكن اعتباره الحل الأكثر إبداعًا بالنسبة لأولئك الراغبين في التخلص من مشكلة تساقط الشعر، ففي هذا الحل يتم اللجوء إلى فكرة تقليص الجلد الموجود في فروة الرأس واقتصاص بعض السنتيمترات منه، وبالتالي يُصبح حجم الفروة القليل دافعًا لعدم حدوث أي تساقط، وتُعتبر تلك الطريقة من أنجح الطرق.
زراعة الشعر
وكلنا نعرف ذلك الحل الذي يتم استخدامه بكثرة من قِبل من يعانون من حالات الصلع والتساقط المستمر السريع للشعر، حيث أنه مع الزراعة يتم التخلص بشكل تام من المشكلة عن طريق استبدال البصيلات القديمة التي تتعرض للسقوط ببصيلات أخرى من أماكن أخرى، ويجب أن يُراعى جيدًا حسن اختيار مكان الحصول على البصيلات، بحيث يجب أن يكون الشعر به في أفضل حالة ممكنة له.
شد الأنسجة
وتحدث هذه الطريقة من خلال زراعة الأجهزة أسفل الأنسجة لمدة تتراوح بين الأسبوع والثلاث أسابيع، ولو لاحظنا فإن ذلك الشكل يُشبه كثيرًا مسألة الاستعانة بالشريط المرن، ومع الوقت تعمل هذه الأجهزة على تقليص حجم فروة الرأس وشد الأنسجة الموجودة بها بحيث لا تكون هناك احتمالية لتساقط الشعر بشكل غير منتظم أو خارج عن السيطرة، وفي كل الأحوال والحلول يتم اللجوء إلى مركز متميز متخصص وقادر على التعامل مع الحالة بالشكل المناسب لها.
ما هو عدد الشعر الموجود في الجسم؟
من الأسئلة المهمة للغاية كذلك السؤال المتعلق بعدد الشعر الموجود في جسم الانسان، إذ أنه على الرغم من اختلاف البشر بين بعضهم البعض في أعداد الشعر إلا أنه يبقى من المُسلّم به أن أعداد الشعيرات تُقدر بالآلاف، بل ربما مئات الآلاف، حيث أثبتت الدراسات أن الأنسان الطبيعي يمتلك مئة ألف شعرة، ونحن هنا لا نتحدث عن شعر الرأس فقط، وإنما في كامل الجسم والمناطق المتفرقة، أما الشخص الأصلع فهو ربما يمتلك خمسين ألف شعرة، هذا بافتراض أن معظم الشعر يتواجد أساسًا بمنطقة الرأس هذه، ويُمكن بالتأكيد الخضوع لعملية إزالة الشعر بالليزر وفقدان شعر أماكن كثيرة لقلة الأعداد.
نصائح لحماية الشعر من التساقط
طبعًا الكثيرون يبحثون عن طرق من شأنها حماية الشعر من التساقط في الأساس قبل البدء بمرحلة العلاج التي ربما قد تضعنا أمام مجموعة من التكاليف الغير مُحتملة، وأهم تلك النصائح أن يكون هناك تقليل من استخدام مستحضرات التجميل الغير موثوق فيها مع أهمية توفير مجموعة من المواد الطبيعية البديلة، أيضًا يجب التقليل من الممارسات الخاطئة التي تُستخدم في التعامل مع الشعر عند الحلاقة والتصفيف، ولا ننسى فكرة تناول المواد التي تحتوي على الفيتامين الذي من شأنه زيادة قوة البصيلات، في النهاية يُمكن مع تنفيذ هذه النصائح إيقاف تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي كذلك.
